رؤية المملكة العربية السعودية في مجال تعليم الكبار والتعليم المستمر

      اهتمت المملكة العربية السعودية منذ البداية في تعليم الكبار والتعليم المستمر حيث حققت قفزات كبيرة في هذا المجال محلياً ودولياً، ونظراً لأهمية التعليم المستمر ودوره المتزايد في تحسين الأحوال المعيشية للأفراد والمجتمعات، أصبح أحد أهم القضايا المركزية والتي تعمل المملكة العربية السعودية على تحقيقها وذلك بوضع السياسات والرؤى المستقبلية لها. 

       على ضوء ذلك وضعت المملكة العربية السعودية رؤية 2030، وانطلاق برنامج التحول الوطني 2020 في بداية العام 1437هـ بمشاركة وزارة التعليم ضمن قطاعات الدولة، وتم رصد التحديات التي تواجه التعليم، وبناء الأهداف العامة للتعليم، ومؤشرات قياس الأداء، وكذلك بناء المبادرة التعليمية والتربوية المحققة لبرنامج التحول الوطني. 

ما هي رؤية السعودية 2030…؟

      أشارت الرؤية 2030 إلى السعي الجاد للمملكة بكافة إداراتها، وأفرادها، ومؤسساتها  التعليمية لسد الفَجوة بين مخرجات التعليم، والاحتياجات المطلوبة لسوق العمل، واستهدفت أيضاً إمكانية أن تصبح خمسة جامعات سعودية على الأقل من ضمن أفضل (200) جامعة عالمية بحلول عام 2030، و ضمن الإحصائيات في مجال التعليم تم تصنيف جامعتين حكوميتين في المملكة من ضمن الـ (500) جامعة عالمية، وهما جامعة الملك سعود و جامعة الملك فهد للبترول و المعادن، هذا ليس فقط وإنما من المرجح أن يحتلا مراكز متقدمة خلال السنوات القليلة القادمة. 

      لقد أدركت حكومة المملكة العربية السعودية أن نجاح برامج التنمية الاقتصادية والاجتماعية وغيرها يرتبط ارتباطاً وثيقاً بنجاح برامج التنمية البشرية فيها، ويتوقف إلى حد كبير على مدى وعي المواطنين عن طريق رفع مستوياتهم الثقافية والاجتماعية؛ لذلك اهتمت حكومة المملكة بالعمل على توعية المواطنين وحثهم على الإقبال على البرامج التعليمية المختلفة، ومنها برامج تعليم الكبار التي توفرها المملكة وتهتم بصفة خاصة بحث المتأخرين عن التعليم على الإقبال على برامج محو الأمية حتى لا تمثل الأمية مشكلة تعوق التقدم الحضاري. 

     ومن وجهة نظري انه بالفعل حققت المملكة ما كانت تصبو إليه وحققت إنجازات عظيمة في مجال محو الأمية بفضل رعاية وتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وبفضل جهود رجاله المخلصين. 

       وظهر ذلك جلياً باهتمام حكومة المملكة العربية السعودية باختيار أفضل العناصر للتعليم وتوفير المتميزين وذوي الخبرة للقيام بالتدريس في برامج تعليم الكبار، وتوضح اللائحة التنفيذية الشروط اللازم توافرها في معلم تعليم الكبار، ويفضل من يكون لديه خبرة في مجال تعليم الكبار، كما تهتم الحكومة بتوفير الأخصائيين الثقافيين للعمل في مراكز التنمية والخدمة الاجتماعية، وتشترط أن يكون لديهم خبرة في مجال تعليم الكبار، وأمضوا ثلاث سنوات في التعليم، وأن يكونوا جامعيين تربويين في أحد التخصصات التالية: دراسات إسلامية أو لغة عربية أو اجتماعيات.

      وأيضاً باهتمامها بالمعلمين من خلال إنشاء "معهد التطوير المهني"، لتجويد مخرجات الدورات التدريبية للمعلمين والمعلمات تتمثل في دورات تدريبية يتلقاها المعلمون والمعلمات من جهات تدريبية متنوعة وحقائب تدريبية متعددة ومتفاوتة في التدريب، وأكدت وزارة التربية والتعليم بأن المعهد سيكون أنموذجا متكاملاً لكيان تدريبي، الأمر الذي يؤكد على أهمية المعلم ورسالته السامية ودوره المحوري في العملية التعليمية لإعداد جيل متسلح بالعلم ومشارك في تنمية وطنه ومستجيب لرؤيته الطموحة. 

      وختامًا… المملكة العربية السعودية تعد واحدة من أنجح البلاد سواء على المستوي الإقليمي أو الدولي في العديد من المجالات سواءً اقتصادية أو تعليمية أو صناعية، و إذا تمعنا النظر في تاريخ المملكة العربية السعودية الطويل تجد أنها من أسرع الدول في النمو الاقتصادي و التعليمي، ناهيك عن التطوير المستديم في مختلف المجالات التعليمية من خلال التأكيد على أهمية التعليم المستمر وتعليم الكبار ودوره في رفع مستوى المملكة.