الثلاثاء، 10 مارس 2020
التصميم التعليمي
مقدمة:
من مميزات التعليم أنه قابل للتغيير والتطوير في أساليبه وطرقه بما يلبي حاجات وميول ورغبات المتعلمين فإذا كان التعليم التقليدي لا يتناسب مع الجيل الحالي كان لزاماً علينا دمج التكنولوجيا في العملية التعليمية لتواكب التطورات الحالية؛ ولاشك أنه في عصر التقنية أصبح هناك اتجاه متزايد نحو الحاسب الآلي والأجهزة الذكية؛ مما يؤكد أنها سوف تحدث تحولا جذريا في أساليب وأنماط وأدوات واستراتيجيات التعليم والتعلم؛ لتقدم المحتوى التعليمي من خلال العناصر المرئية الثابتة والمتحركة؛ وتأثيرات وخلفيات سمعية وبصرية يتم عرضها للمتعلم مما يجعل التعلم والتعليم شيقا وممتعا.
مفهوم التعليم وعملية تصميم التعليم
يطلق التصميم على عمليات الوصف والتحليل التي تدرس لمتطلبات المهام وهو عملية هندسة الشيء بطريقة وشكل معين وفق مبادئ وأسس يتم فيها وضع عناصر التصميم بحيث يحقق أهدافه. عرّف الجامع (2010) عملية التصميم على أنها عملية تخطيط ينتج عنها مخطط أو خطة منظمة تعمل على تحقيق الأهداف وهي مستعارة من مجال الهندسة، فهو مخطط هندسي على الورق يتم على أساسه تنفيذ وتقويم البناء فيما بعد. أما تصميم التعليم فهو عملية ممارسة إنشاء خبرة تعليمية التي تجعل عملية اكتساب المعرفة فعاله وجذابة ومميزة. وتكمن أهمية التصميم التعليمي في أنه جسر يربط بين العلوم النظرية والعلوم التطبيقية بحيث يتم الاستعانة بوسائط وأدوات التكنولوجيا.
نشأة وتطور علم تصميم التعليم (Science of Instruction Design):
يعتبر من العلوم الحديثة التي نشأت في أواخر القرن العشرين في مجال التعلم، وهو علم يصف الإدارات التي تتعلق باختيار المادة التعليمية من (أدوات، مواد، أساليب، استراتيجيات، برامج، مناهج) المراد تصميمها، وتحليلها وتطويرها، وتنظيمها، وتقويمها. كل ذلك لتصميم مناهج تعليمية تساعد على التعلم بطريقة أفضل وأسرع ومساعدة المعلمين على إتباع أفضل الطرق التعليمية في أقل وقت وجهد ممكنين.
حيث يعد كومينوس Gohann Amos Comenis من أوائل الذين كتبوا عن النظم، وطالب بتحليل العملية التعليمية وتطويرها حسب المنهج العلمي والنظر إليها كنظام، وكانت البداية العلمية المبكرة لدراسة التصميم التعليم على يد جون ديوى الذي قدم الطريقة العلمية المعروفة للتفكير القائمة على حل المشكلات، وأعمال ثورنديك الذي طالب بضرورة التحديد المسبق للأهداف التعليمية وأن يبنى التعلم ويقاس نتائجه على أساس الأهداف، وبناء على هذه الأعمال المقدمة من قبل ديوى وثورنديك هما نقطة البدء لدارسة التصميم التعليمي (الجامع، 2010).
وتعود جذور هذا العلم إلى:
1- البحوث والدراسات في حقل التربية وعلم النفس، خاصة سيكولوجية الفروق الفردية وعملية التعلم الذاتي، والتعليم المبرمج.
2- الدراسات المتعلقة بنظريات التعلم، وعلم السلوك الإنساني كما تكلم عنها سكينر (Skinner).
3- التكنولوجيا الهندسية التي بحثت عن أهمية التعلم الذاتي وقت استخدام الآلة.
4- الدراسات التي بحثت في أهمية الوسائل السمعية والبصرية واستخدام المعلم لأكثر من حاسة من حواسه الخمس في آن واحد.
الإدارة الإستراتيجية في مشروعات التعليم:
نظراً لان وضع الاستراتيجيات في مشاريع التعليم مهمة جدا لهذه العملية فيمكن تعريف الإدارة الإستراتيجية بأنها تعني " تصور الرؤى المستقبلية للمنظمة ورسم رسالتها وتحديد آلياتها على المدى البعيد ولذلك لتحديد أبعاد العلاقات المتوقعة بينهما وبين بيئتها بما يسهم في بيان الفرص والمخاطر المحيطة بها ونقاط القوة والضعف المميزة لها (عبد الحليم، 2011).
ومن خلال التعريف نستنتج العناصر التالية:
1- بيان أهمية رسالة المنظمة
2- ضرورة وضوح التصور والرؤية المستقبلية للمنظمة.
3- التركيز على ضرورة وضوح الغايات والأهداف.
4- إن التحام المنظمة ببيئتها يعد أمراً هاما.
5- تهتم الإستراتيجية بتحديد وتخصيص الموارد المتاحة.
6- اتخاذ القرارات الإستراتيجية المؤثرة على المدى البعيد.
7- الاهتمام بتصرفات وممارسات الإدارة العليا.
أهداف التصميم التعليمي:
إن الهدف من عملية تصميم التعليم هو ابتكار الإجراءات التي تعزز التعلم وتسهله حيث أنه هو التعلم الذي يبحث في وصف المبادئ الإجرائية التعليمية، في حين يعرف علم تصميم التعليم بأنه العلم الذي يهتم بتعلم طرق تصميم التعليم وتحسينها وتطويرها واستمراريتها وبذلك فان تصميم التعليم يأخذ هذه المبادئ الإجرائية ويستخدمها في وصف وتصوير أفضل الطرق التعليمية ويرسمها بأشكال وخرائط مقننة ولذلك لتحقيق النتائج المرغوب فيها وفق شروط معينة (حسن، 2016).
الأسس الفلسفية والنظرية للتصميم التعليمي:
يمكن تحديد الأسس الفلسفية للتصميم التعليمي على أساس فئتين رئيسيتين هما الفلسفة الموضوعية والفلسفة الذاتية، حيث أن الفلسفة الموضوعية تشير إلى أن الحقيقة موجودة على نحو موضوعي ومستقل عن الخبرة الذاتية للفرد، وبوجود حقيقة مشتركة، وبأن المعرفة تكتسب من الخبرة، أما الفلسفة الذاتية البنائية فهي أكثر تنوعاً ويمكن أن تتكون من ثلاث مكونات وهي المعرفية أو البنائية الفردية ثانيا البنائية الاجتماعية، ثالثاً البنائية السياقية. ويجدر التنويه بأنه لا يوجد أساس نظري واحد يوفر مبادئ شاملة لعملية التصميم التعليمي، فإن الطبيعة الانتقائية للمجال كثيرا ما كانت مصدر قوة له، كما أن أغلب مصممي التعليم يفضلون دمج مبادئ متنوعة من جميع النظريات في آن واحد (الصالح، 2005).
نماذج التصميم التعليمي:
يعرف النموذج التصميمي للتعليم بأنه خطة توجيهية تتبنى نظرية تعلم محددة لتحقيق مجموعة من نواتج تعليمية وإجراءات وأنشطة مسبقة تسهل على المعلم عملية تخطيط أنشطته التدريسية على مستوى الأهداف والتنفيذ والتقويم.
أنواع نماذج التصميم التعليمي:
يمكن تصنيف التصميم التعليمي إلى ثلاث أنواع رئيسية، كالتالي:
1- النماذج التوجيهية: وتهدف إلى تحديد ما يجب عمله من إجراءات مثلى للتوصل إلى نتاج تعليمي محدد ضمن شروط تعليمية معينة. فهذه النماذج تبحث في تصميم البيئة التعليمية المناسبة لتحقيق هذه الأهداف، مثل التعليم القائم على استخدام الكمبيوتر، ولأن التصميم التعليمي هو في الأصل علم توجيهي فإن هدفه الأول هو توجيه الطرائق المثالية للتعليم.
2- النماذج الوصفية: تقوم هذه النماذج بوصف منتوجات تعليمية حقيقية، في حال توفر شروط تعليمية محدده وباستخدام أساليب وإجراءات تعليمية معينة. لذلك فإن هذه النماذج متحررة من الأهداف والإجراءات المحددة بشكل معين والهدف مها وصف عمليات التعلم. لذلك فكل نماذج نظريات التعلم تعد نماذج وصفية، مثل نموذج التعلم عند بياجييه.
3- النماذج الإجرائية: هناك علاقة وثيقة بين النماذج التوجيهية والنماذج الإجرائية، فهذه النماذج توجيهية الطابع فهي تتكون من مجموع متفاعلة من العمليات والإجراءات المعقدة، لشرح أداء مهمة عملية معينة، ويمكن تسميتها أيضاً بنماذج العمليات لأنها تبنى على أساس مفاهيم النظم.
ومن هنا فإن النماذج الإجرائية نوع من النماذج التوجيهية يقتصر على المهمات العلمية، لذا فكل نماذج التطوير التعليمي تندرج تحت هذا النوع، فيما يلي سيتم ذكر بعض أنواع النماذج التي كان لها دور في عمليات التصميم.
- نموذج جيرولد كمب 1991
بناء على هذا النموذج يتم تصميم البرنامج التعليمي مروراً بثماني خطوات:
- الخطوة الأولى: التعرف على الغايات التعليمية والأهداف العامة كموضوع من الموضوعات.
- الخطوة الثانية: تحديد خصائص المتعلم وأنماط التعلم الملائمة.
- الخطوة الثالثة: تحديد وصياغة الأهداف التعليمية صياغة سلوكية إجرائية.
- الخطوة الرابعة: تحديد المحتوى والحدات التعليمية اللازمة لتحقيق هذه الأهداف.
- الخطوة الخامسة: إعداد أدوات القياس القبلية التي تحدد الخبرات السابقة لدى المتعلم في موضوع التعلم.
- الخطوة السادسة: اختبار وتصميم نشاطات التعليم والتعلم والوسائل التعليمية اللازمة.
- الخطوة السابعة: تحديد الخدمات التعليمية المساندة وطبيعتها.
- الخطوة الثامنة: تحديد أساليب تقويم تعلم الطلاب وباقي عناصر الموقف التعليمي.
![](file:////Users/nawal/Library/Group%20Containers/UBF8T346G9.Office/TemporaryItems/msohtmlclip/clip_image001.jpg)
شكل (1) نموذج جير ولد كمب لتصميم وبناء البرامج التعليمية
- نموذج كافاريل Caffarella
يعتمد نموذج كافاريل على تعدد وتنوع البدائل التعليمية المتاحة لتقديم الخبرات للمتعلمين عن طريق كم وكيف الأفكار المتناولة وأسبقية ترتيب عرضها بناءً على عوامل عدة منها السلوك المدخلي، وطبيعية المحتوى المقدم، ونواتج التعلم المرجوة، وفي ضوء هذا يتم تحديد الأفكار الأساسية للدرس أو البرنامج، والقواعد الرئيسة لعملية التخطيط التعليمي وتقديم خبرات التعلم التي تتناسب وطبيعة المحتوى وخصائص المتعلمين والخلفية المعرفية لديهم وتحديد الأشكال والجداول واحتياجات كل من المعلم ومصادر التعليمي والإمكانات المادية والبشري المتاحة لتصميم الدرس أو البرنامج وكذلك تحديد مقاييس الأداء القبلية والتتابعية والنهائية ويلي ذلك إعداد الميزانية ثم البحث عن طريق تسويقية من خلال التنسيق بين الأحداث والتسهيلات وأخيرا تقييم مدى فعاليته وكفاءته التعليمية.
![](file:////Users/nawal/Library/Group%20Containers/UBF8T346G9.Office/TemporaryItems/msohtmlclip/clip_image002.jpg)
شكل (2) نموذج كافاريل لتصميم برنامج تعليمي
المراجع:
· الجامع، حسن. (2010). تصميم التعليم. المملكة الأردنية الهاشمية - عمان: دار الفكر. طـ1.
· حسن، محمد صالح احمد. (2016). تطوير مراحل التصميم التعليمي ومهاراته وتكييفها لتناسب التصميم التعليمي للكتب المدرسية. السودان: المركز القومي للمناهج والبحث التربوي. 17 (32).
· الصالح، بدر بن عبد الله. (2005). التعلم الالكتروني والتصميم التعليمي شراكة من أجل الجودة. مصر: الجمعية المصرية لتكنولوجيا التعليم. المؤتمر العلمي العاشر -تكنولوجيا التعليم الاليكتروني ومتطلبات الجودة الشاملة.
· عبد الحليم، طارق حسن. (2011). الدارة التربوية في الألفية الجديدة. القاهرة: دار العلوم للنشر والتوزيع، ط 1.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
موضوع مهم، وحيوي، ومن وجهة نظري إن العملية التعليمية يحدد نجاحها من عدمه، من خلال مدى تحقيق اجراءاتها للأهداف، وهذه الخطوة لا تتم بالشكل الصحيح، إلا إذا تم تصميم التعليم بشكل يتناسب مع الدارسين وخصائصهم، بحيث يتوافق هذا التعليم مع بيئة المتعلمين وثقافتهم.
ردحذفإن للتصميم التعليمي دور بارز في تسهيل وتيسير عملية التعلم إذا تم مراعاة خصائص واهتمامات واحتياجات المتعلمين،شكرا لايضاحك نماذج من التصميم التعليمي بشكل مبسط.
ردحذفموضوع مهم في قضية التخطيط للتدريس.. شكرا لطرحك المميز نوال
ردحذف