الثلاثاء، 10 مارس 2020
ورقة عمل التخطيط الاستراتيجي
ماهية التخطيط الاستراتيجي:
يعد النظر إلى استراتيجيات التخطيط أساساً ومصدرا لوجود استراتيجيات التقدم لأي مجتمع، فالتخطيط الاستراتيجي – مفهوماً وتطبيقاً- لا ينصرف معناه إلى الإيحاء بأنه تخطيط ينصب على الزمن القادم، من حيث المدلول الزمني بل يركز في الأساس على الحاضر، فهو يحسن الأداء المستقبلي للمؤسسة، من خلال وضع أهداف واضحة، وموضوعية تستهدف الاستغلال الأمثل للموارد المتاحة للمؤسسة، وبناءً عليه عرف Willard Bennett التخطيط بأنه " عبارة عن تحديد أهداف المشروع والطرق اللازمة لأداء الأفراد للأنشطة المطلوبة منهم لتحقيق هذه الأهداف في يسر وسهولة، وعرف منتزبيرك Mintzberg الإستراتيجية على أنها "قوة الوصل أو الربط بين المنظمة والبيئة التي توجد فيها" (علي، 2008).
أما بالنسبة للتخطيط الاستراتيجي بشكل عام فهناك عدة تعاريف تخص التخطيط الاستراتيجي ولعل أشهر هذه التعريفات هو تعريف ليند بلوم الذي يعرف التخطيط الاستراتيجي على انه “ذلك النوع من التخطيط المستقبلي الذي يراعي ما يحيط بالمدرسة أو المؤسسة من قوى وعوامل خارجية باعتبار أنها قد تكون أكثر تأثيراً في قوتها من القوى، والعوامل الداخلية في المدرسة أو المؤسسة وبين عناصر البيئة خارج المدرسة بما يسهم في إمكانية اكتشاف واستطلاع الفرص والإمكانيات الجديدة المختلفة والمتاحة لمستقبل المدرسة أو المؤسسة (الجارحي، 2011).
أهمية التخطيط الاستراتيجي:
تتمثل أهميته على مستوى مؤسسات المجتمع المختلفة في أن الخطة الإستراتيجية الناجحة تسمح للمؤسسة بالتعرف على الرؤية الجماعية للمؤسسة ومهامها، وتقييم الفرص طويلة المدى والتهديدات التي تواجهها، وتعمل على حشد الجهود لتوجيه الفرص وتقليل التهديدات، وتطبيق وتنفيذ الإستراتيجية بنجاح، مما يؤدي إلى تحقيق ما يلي من فوائد:
1- التوجيه المثمر للجهود والموارد واستثمارها بشكل أفضل.
2- تعزيز دور الحكومة والمؤسسات المعنية في تحديد الأولويات وفق دراسة علمية منهجيه.
3- المساعدة في ابتكار طرق واليات عمل جديدة تحسن من مستوى الأداء.
4- تحديد مجالات التغيير والتحديات التي تواجه النظام التعليمي، ووضع الحلول المناسبة لعلاجها (علي، 2008).
5- يعتبر التخطيط وسيلة فعالة في تحقيق الرقابة الداخلية والخارجية على مدى تنفيذ الأهداف.
6- يحقق التخطيط الاستراتيجي الأمن النفسي للأفراد والجماعات، ففي ظل التخطيط يطمئن الجميع إلى أن الأمور التي تهمهم قد أخذت في الاعتبار (بوبكر، 2016).
أهداف التخطيط الاستراتيجي:
يهدف التخطيط إلى توضيح ومعرفة ما عليك فعله سواء على فترات زمنية قصيرة الأجل أم طويلة الأجل، ومعرفة مدى قدرتك على الالتزام بالخطة التي أعددتها، وما تمّ إنجازه وما لم يتم إنجازه أثناء أداء العمل، ويمكن تلخيص أهمية التخطيط الاستراتيجي بالنقاط التالية:
1- مواجهة عدم التأكد في بيئة عمل المنظمة أو المؤسسة فتهدف عملية التخطيط في هذا المجال إلى التوصيف والتعليم المنهجي لبيئة عمل المنظمة ووضع استراتيجيات التعامل الفعال معها.
2- تحديد وتوجيه المسارات الإستراتيجية للمنظمة وذلك بصياغة وتطوير رسالة المنظمة وأهدافها وتحديد وتوجيه مسار العمل في المنظمة.
3- تحديد وتوجيه قرارات الاستثمار في المنظمة وذلك بالتعرف على فرص الاستثمار الجديدة أمام المنظمة وتحديد سبل ومتطلبات الاستفادة منها، وتحديد أفضل البدائل للمنظمة.
4- تطوير وتحسين أداء المنظمة وذلك بتحديد الخصائص الرئيسية لبيئة العمل الداخلية للمنظمة بما يساعدها في تحقيق أهدافها ورسالتها وتدعيم الأداء المرتفع لأفراد وجماعات العمل وتقويم الأداء المنخفض وتوفير متطلبات تحسينه.
5- تطوير النظام الإداري للمنظمة وذلك بتوفير المناخ التنظيمي الملائم لتوليد الأفكار الابتكارية وتوفير فرص التعليم والتحسين التنظيمي والإداري.
6- تدعيم وتطوير قدرات الموارد البشرية في المنظمة من خلال تعظيم الإحساس بالأمان لدى أعضاء المنظمة.
7- التعامل مع المشكلات وإدارة الأزمات لتدعيم قدرة المنظمة على التعامل مع المشكلات والأزمات وتوفير البيانات والمعلومات الدقيقة الكافية أمام الإدارة لمواجهة المشكلات والتعامل مع الأزمات (علي، 2008).
أما بالنسبة للمستخدمين للتخطيط الاستراتيجي فيحصدون العديد من الفوائد منها:
1- البحث عن حلول مبتكرة لمشكلات وتنبؤات للمستقبل يراعى فيها التطورات المستقبلية والظروف البيئية في المستقبل.
2- تحديد التوجهات طويلة الأجل للمؤسسة ثم وضع استراتيجيات التطوير المستمر.
3- تحديد الطريق الذي يجب أن يسلكه العاملون لتمثيل أهداف المؤسسة ثم وضع سياسة رشيدة للعمل تمكن للوصول إلى أعلى معدلات من الكفاءة باستخدام الطاقات والإمكانات المتاحة (علي، 2008).
عوائق تحقيق الأهداف:
تكمن عوائق تحقيق أهداف الإستراتيجية بوضع أهداف غير سليمة لا يراعى فيها الاتساق مع رسالة المنظمة وإستراتيجيتها، وأيضاً وضع أهداف غير ممكنة التحقق أو سهلة التحقق لا تتناسب مع موارد المنظمة وإمكاناتها، كما تكمن العوائق في عدم تناسب نظام المكافآت مع الأهداف الموضوعية أو وضع نظام المكافآت لا يكافئ الأهداف التي تحققت بفاعلية، وعدم تكيف الأهداف مع التغيرات في الظروف البيئية المحيطة (البحيري، 2009).
خصائص نظام التخطيط الاستراتيجي:
يتسم التخطيط الاستراتيجي بالتالي:
1- الشمول والتكامل: وهذا يتطلب أن تتعرف الدارة على تلك المتغيرات البيئية المحيطة لكي تؤخذ في الاعتبارات عند اتخاذ القرارات (الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتكنولوجيا ..... الخ).
2- التفاعل بين المستويات الإدارية المختلفة: ويقوم التخطيط الإستراتيجي على التفاعل المستمر والتغذية المرتدة من الكل إلى الجزء ثم إلى الكل مرة ثانية كما يقوم على التفاعل المستمر بين مستويات التخطيط سواء كانت تلك المستويات تتعلق بمستوى القرارات الإستراتيجية أو مستوى القرارات الإدارية والتنفيذية أو التشغيلية.
3- المرونة: هي إحدى الخصائص الهامة لنظام التخطيط الاستراتيجي فهي توفر بعد للمرونة.
4- التفاعل بين التخطيط والتنفيذ: من خصائص نظام التخطيط الاستراتيجي تحقيق التفاعل والتغذية المرتدة بين التخطيط والتنفيذ وبالعكس حيث تعتمد الخطط على نتائج التنفيذ كما أن التنفيذ يعكس نتائج التخطيط (بحيري، 2009).
شروط الخطة الإستراتيجية الجيدة:
1- إن تحقق الخطة الأهداف الموضوعة من اجلها.
2- مراعاة الاعتدال في الأهداف.
3- الواقعية في الخطة.
4- مراعاة الأولويات عند تنفيذ الخطة.
5- أن تحقق الخطة عنصر المرونة.
6- عدالة التوزيع للميزانية (التوزيع حسب الاحتياج).
7- التنسيق بين المعنيين.
8- تحليل البيئة الداخلية والخارجية بدقة.
9- اتساق الخطة الإستراتيجية للمؤسسة مع الخطة الإستراتيجية للمحافظة.
10- ضرورة اشتراك جميع المعنيين في وضع الخطة الإستراتيجية.
11- نشر ثقافة التخطيط الاستراتيجي قبل الشروع في عمل الخطة الاستراتيجية (الجارحي، 2011).
الفرق بين التخطيط التقليدي والتخطيط الاستراتيجي:
يمكن القول إن التخطيط الاستراتيجي يختلف بشكل جوهري عن التخطيط العام فالأول يدور حول تساؤلات عريضة مثل: ما مرحلة النمو التي تمر بها المؤسسة بالوقت الحاضر؟ وما الأهداف التي تسعى إلى تحقيقها؟ أما التخطيط التقليدي فيسعى إلى إيجاد خطة موحدة ومجموعة محددة من الأهداف، وتركز اهتمام المخططين فيه على رئيس المؤسسة أو المعهد ونوابه والجهات ذات العلاقة بالمؤسسة، من منطلق أن هؤلاء بإمكانهم تقديم رؤية شمولية تكون بمثابة الأساس المنطقي لاختيار أفضل أنماط الأداء (الهلالي، 2008).
ونجد بالجدول أدناه الفرق بين كلا التخطيطين:
وجه المقارنة
|
التخطيط الاستراتيجي
|
التخطيط التقليدي
|
يفترض أن
|
النظام مفتوح يؤكد على التنظيمات التي تتأثر بتغيرات المجتمع
|
النظام مغلق يتم في إطار الخطط القصيرة المدى أو برامج العمل.
|
يركز على
|
عملية التخطيط، وضع الرؤية، تحليل البيئة الخارجية، القدرة على التنظيم، تعلمي الموظفين والمجتمع.
|
البرنامج النهائي لخطة التحليل الداخلية.
|
يستخدم
|
الاتجاهات الحالية والمستقبلية لاتخاذ القرارات الحالية.
|
إدارة للتخطيط أو متخصصين.
|
يؤكد على
|
يؤكد على التغيرات التي تحدث خارج التنظيم والقيم التنظيمية والإجراءات المساندة.
|
البيانات الموجودة التي يتم بموجبها رسم خطط المستقبل.
|
يسأل عن
|
القرار المناسب اليوم على أساس فهم الوضع بعد خمس سنوات من الآن.
|
التغيرات، التخطيط، الأساليب الداخلية، التخطيط الداخلي والخارجي.
|
يعتمد على
|
- صنع القرار الإبداعي، وكيفية توجيه التنظيم على امتداد الوقت في بيئة دائمة التغير.
- العملية التي تتم على مستوى التنظيم التي تتنبأ بالمستقبل وتصنع القرارات وتتصرف في ضوء رؤية متفق عليها.
|
- مجموعة البيانات المفصلة والمترابطة فيما بينها.
- خطط الوكالات وعمليات استنتاج الميزانيات بطرق استقرائية.
|
المراجع:
· بحيري، سعد. (2009). التخطيط الاستراتيجي. القاهرة. المنظمة العربية للتنمية الإدارية. أعمال ملتقيات وندوات: قياس وتقييم الأداء كمدخل لتحسين جودة الأداء المؤسسي.
· بوبكر، هشام. (2016). التخطيط الاستراتيجي: مكونات ونماذج وأبعاد. جامعة زيان عاشور بالجلفة: مجلة الحقوق والعلوم الإنسانية. ع 28
· الجارحي، احمد. (2011). التخطيط الاستراتيجي في ضوء المعايير جودة التعليم. الإسكندرية: مؤسسة حورس الدولية.
· علي، أسامة محمد سيد. (2008). التخطيط الاستراتيجي وجودة التعليم واعتماده. كفر الشيخ. العلم والإيمان للنشر والتوزيع. طـ1.
· الهلالي، الهلالي الشربيني. (2008). التخطيط الاستراتيجي وديناميكية التغير في النظم التعليمية. الإسكندرية: دار الجامعة الجديدة للنشر.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق