الأحد، 19 أبريل 2020
الفلسفة الواقعية (Realism)
تمثل الواقعية فلسفة جديدة ومقابلة للمثالية، فقد جاءت كرد فعل للآراء التي قدمتها الفلسفة المثالية، فبعد أن كانت المثالية ترى أن العقل هو مصدر المعرفة وترسم صورة مثالية ونموذجية لعناصر المؤسسة التربوية، ظهرت الفلسفة الواقعية لتبين أن العقل لا يعد مخزنا للحقائق بذاته، وإنما هي موجودة خارج الذهن وعلى الانسان ان يحصلها بنفسه، كما شدد على ضرورة أن يكون التعامل في المؤسسة التربوية واقعيا وليس مثاليا.
كما تعتقد هذه الفلسفة أن الواقع هو مصدر جميع الحقائق. وقد آمنت الواقعية بالحقائق الخالدة الثابتة التي لا تتغير أو تتبدل في كل الظروف. يعود الأصل في تسمية هذه الفلسفة بالواقعية، بأن حقيقة المادة الموجودة في هذا العالم “عالم الأشياء الفيزيقية" هو عالم حقيقي وواقعي.
مرت الفلسفة الواقعية بمراحل عديدة عكست المبادئ والأفكار التي حملتها كل فترة تاريخية فتعددت بذلك الفلسفات ومنها:
*الفلسفات الكلاسيكية (الواقعية الإنسانية) ومؤسسها ارسطو.
*الفلسفة النقدية (التقليدية) وهي مذهب معرفي يستند على العلوم الطبيعية، فالحس يدرك الأشياء.
*الفلسفة الواقعية الجديدة: اهتمت بالعلاقة بن الذات العارفة وموضوعها، ولم يتقبل بوجود وسيط بين الأشياء المدركة والذات العارفة.
*الفلسفة الواقعية المعاصرة: وصفت هذه الفلسفة بأنها نقدية وأكثر دقة في عملية التحليل.
تطورت الواقعية بشكل كبير على يد (جون لوك) والذي يؤمن بأن الانسان يولد بدون أفكار سابقة. فيكتسبها من خلال التجارب والخبرات والمعارف الموجودة في العالم.
أهم المبادئ الأساسية التي تؤمن بها الفلسفة الواقعية:
-أن العالم له وجود حقيقي ولم يخلقه الانسان. ويمكن التعرف عليه بالعقل والتجربة والحدس، وأن معرفة هذا العالم ضرورة لتوجيه السلوك الفردي والاجتماعي الإنساني.
-أن الانسان بطبيعته يستطيع أن يصل إلى الحقيقة باستخدام الأسلوب العلمي. وأن هناك علاقة اتساق بين العقل والجسم ولم يتم فصلها عن بعض.
-أن المعرفة وليدة التجربة الإنسانية وليس الفلسفة. وتتم عن طريق الملاحظة والتجربة العلمية، والمحاكمة العقلية والتفسير والتحليل والاكتشاف.
-ان المجتمع يسير بقوانين ونظم ثابتة لا تتغير. كما أن الانسان يستمد قيمه من واقع حياته وممارساته وسلوكه الذي يعمل على تثبيت نظامه الاجتماعي.
التطبيقات التربوية في ضوء الفلسفة الواقعية:
يرى الواقعيون أن المعلم هو محور العملية التربوية الرئيسي، وهو الذي يقرر نوع المواد التي تدرس، وتقديمها للتلاميذ بطريقة معرفيه واقعية واضحة. وتؤكد الواقعية على اعداد المعلم جيدا ليعود بالفائدة والمنفعة على المتعلمين، ولا دور لغير المختصين من المعلمين في تخطيط المناهج. ويجب على المتعلم أو التلميذ أن يكون متسامحا، وأن يكون منسجما عقليا وجسميا مع البيئة المادية والثقافية. وتركز الواقعية على انتقاء مناهج تتميز بالحيوية، ويجب أن تراعي اهتمامات وميول المتعلم وطبيعته مثل اللعب والحركة والنشاط الجسمي. وترى الواقعية أن المنهج مجموعة من الحقائق المتراكمة، تدور حول المعرفة المتصلة بالعالم الطبيعي والاجتماعي والثقافي، ويجب علة المعلم تقديمها بدون زيادة وعدم التعبير عن أرائه وأفكاره. أما طريقة التدريس فهي من الجزء حتى يصل إلى الكل الذي هو انتاجا لمجموع الأجزاء.
أهداف فلسفة التربية الواقعية:
العمل على تنمية العقل وتدريبه بما يكفل له أن يكون عقلا منطقيا والعناية بتربية الجسم والحرص على الصحة.
(ارسطو 322 – 384 ق.م):
يعتبر أرسطو رائد الفلسفة الواقعية، اختلف مع استاذه أفلاطون في" ان عالم الأفكار يسبق عالم الواقع". وأكد أرسطو على أن الأشياء تنقيم إلى قسمين (المادة والصورة) فالمادة متغيرة دائما وأما الصورة فهي الصبغة النهائية لأي شيء لأنه ثابت ومطلق. آمن ارسطو بان الانسان يتكون من (الجسد والنفس). والتربية بالنسبة له هي (اعداد المواطن الصالح لحياة فاضلة، والتي يمكن الحصول عليها بخدمة الدولة التي تعمل على التمتع بالحياة). ونادى بضرورة العناية بالجسم بجميع مراحل النمو التي يمر بها الانسان، ونادى أيضا بأهمية تدريب المتعلم بربط التعلم النظري بالتعلم التطبيقي والعملي.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق