الأحد، 19 أبريل 2020
مقدمة:
كتاب تعليم المقهورين ليس مجرد كتاب عن التعليم فقط بل تكمن أهميته في المجال التربوي، فهو يقدم نظرية جديدة في أساليب التعليم وخاصة تعليم الكبار، وأيضا يحدد فيه المعالم الرئيسية في الفلسفة الثورية والتي يقصد بها الثورة بمعناها الشامل (فالثورة هنا ليست فقط في المجال السياسي والاجتماعي) بل تهدف إلى تحرير الإنسان وتوجيه طاقاته نحو تغيير العالم الذي نعيشه.
يتميز هذا الكتاب بتأثيره الطاغي على الفكر التربوي في العالم، حيث انتشر في أرجاء العالم وكان أول إصدار له في عام ١٩٦٨م باللغة البرتغالية، ثم ترجم إلى اللغة الإنجليزية عام ١٩٧٠م، ثم بعدها ترجم إلى اللغة العربية في عام ١٩٨٠م. وأيضا يعتبر من أهم الكتب التي تناولت قضية التربية والتعليم في العالم الثالث؛ وكان سبباً في ظهور حركة "التعليم النقدي" حيث نادى بالأخذ بالتعليم النقدي (الإشكالي) بدلا من التعليم الذي يزيد من تبعية الشعوب والذي اسماه (بالتعليم البنكي). حيث اعتبر الكاتب في كتابه أن القهر والسيطرة هما السمة الرئيسية للعصر الذي يعيشوه ولا بد للإنسان إتباع التعليم من أجل تطوير نفسه، فالتعليم ما هو إلا عملية إعادة صنع من أجل تحويل الإنسان من كونه مجرد شي وكائن جامد إلى إنسان حي يعيش حالة الصيرورة الدائمة. نادى الكتاب أيضا بالحرية والتحلي بالوعي وأفاد أنه ليس من النادر أن يظهر الطلاب خوفهم من الوعي الذي يكشف عن خوفهم من الحرية. فالكتاب يصف طبقة المقهورين وهم طبقة العمال – زارعاً كانوا أم صناعاً، وموقف الطبقة الوسطى.
الملخص:
يتمحور الكتاب حول "تعليم المقهورين" الذي خصص فيها الكاتب فصل كامل عن فئة المقهورين وأيضًا عن القهر الذي يعانيه العالم الثالث (يقصد بالعالم الثالث مسقط رأسه في البرازيل) والوضع الذي عايشه في تلك الفترة (فهو عانا الفقر والجوع والمرض). كل هذه العوامل المتدنية في ذلك الوقت كان يريد عليها وأطلق عليها (القهر) ويقصد به القهر الواقع على الإنسان من هذه الظروف.
أيضا حلل باولو في كتابه عملية القهر التي يعانيها العالم الثالث وايضاح نتائجها الاجتماعية والنفسية ومحاولة اكتشاف الطريق للتغلب عليها. وبين أن القهر والتخلق والسيطرة هما السمة الرئيسية للعصر الذي نعيشه (كان ذلك في عام ٦٨).
عرف باولو فريري في كتابه القهر على أنه ذلك النسق من المعايير والإجراءات والقوانين التي تشكل الناس وتكيف طبيعتهم (مثل القوالب) ثم يضغط على عقولهم حتى يعتقدوا أن الفقر والظلم الاجتماعي حقيقتان طبيعيتان لا يمكن تجتبهما في الوجود الإنساني ولايتم ذلك إلى حينما تكون النفوذ والسطلة لدى قلة من الناس والخرافة والوهم في عقول الكل.
ويتمحور كتابه أيضا على ذلك النوع من التعليم الذي يصاحب المقهورين خلال نضالهم المستمر من أجل استعادة إنسانيتهم، وهدف باولو فيريري من خلال الكتاب إلى تجلية القهر أمام المقهورين حتى يتسنى لهم النضال من أجل اكتساب حريتهم، وكان السؤال الرئيسي يتمحور حول كيف يستطيع المقهورون المقسمون والذين لا يشعرون بوجودهم المتحقق أن يسهموا في تطوير أسلوب تعليمي يستهدف تحريرهم؟
ناقش باولو فرايري في فصله الأول من الكتاب مصطلحي الأنسنة واللاأنسنه، ففي البداية الأنسنة احتلت المركز الرئيسي في اهتمام الإنسان من الناحية الأخلاقية وهي تعتبر أهم مجال يعمل في الإنسان برغم ما تواجهه قضيتها من رفض ممتد ومستمد لها من قبل القاهرون فهي ما تزال ترزح تحت وطأة الظلم والاستغلال والقهر والعنف الذي يمارسه القاهرون، أما الاأنسنة في جوهرها إخلال بقدرة الإنسان على أن يمارس وجودا بشريا متكاملا فهي لا تشكل حتمية مصيرية فهي عكس الأنسنة من ناحية الإنسان وبشريته ووجوده المتكامل وتعتبر مجرد ظاهرة مؤقتة تعكس الظلم المكرس بالقوة في أيدي القاهرين ويمارسه هؤلاء ضد المقهورين، هنا يقول باولو فريري وعندما يتم الإحساس بوطأة الاستلاب وإحساسهم بحاجتهم إلى النضال ضد أولئك الذين حالوا دون ممارستهم لوجودهم الإنساني الكامل حتماً سيتمكن المقهورين من التحرر. ويبدو أن الخوف من الحرية هو الذي يجعل المقهورين راغبين في انتحال أدوار القاهرين وهو الذي يجعلهم قانعين بدور المقهورين، ويبدو من ذلك أن المقهورين يعانون من إزدواجية انغرست في ضمائرهم، فعلى الرغم من أنهم يشعرون بأنهم من غير الحرية لا يستطيعون تحقيق وجودهم الذاتي فإنهم في نفس الوقت يخشون الحرية ويزاوجون بين إحساسهم الخاص وإحساس القاهر المتمثل في ضمائرهم وهكذا يحتدم الصراع.
ذكر باولو بأن الحل هو إنتهاء القهر ويكون ذلك عن طريق النضال لتحقيق الحرية لذلك فهو يمر بمرحلتين متمايزتين في المرحلة الأولى يستجلي المقهورون عالم القهر ومن خلال ممارستهم للنضال يلتزمون بتغيير هذا الواقع، وفي المرحلة الثانية لا يصبح التعليم من أجل المقهورين فقط بل يصبح من أجل الرجال كلهم لأجل تحقيق حريتهم الدائمة. وبمجرد أن يبدأ المقهور الإحساس بذاته يبدأ في نزع صورة القاهر من داخله ليمارس النضال المنظم من أجل تحقيق حريته ولكن يجب أن لا ينتهي عند حدود العقل فقط إنما يجب أن يصاحبه عمل فعلي يتجاوز حدود الحماس.
تناول الفصل أيضا منطق أن الضعفاء لم يمارسوا القوة ضد الأقوياء وإنما الذي مارس القوة ضد الضعفاء هم الأقوياء، فالموقف الأقوى هو بوجود حل أمثل لعلاقة القاهر والمقهور وهذا لا يتحقق بمجرد قلب الوضع أي بأن يصبح المقهور قاهراً وحسب ففي مثل هذا الوضع لا يشعر القاهر السابق أنه قد حرر وإنما يشعر بأنه قد أخذ يتجرع مرارة القهر الذي أذاقه بغيره فيما قبل. يقول فروم إنه بدون هذه النزعة الإمتلاكية فإن القاهر يفقد اتصاله بالعالم، ذلك إنه بطبعه يحول كل شيء حوله إلى وجود خاضع لسلطته بصرف النظر عن كون هذا الوجود أرضا أم زمنا أم رجالا.
في قراءتنا للفصل الأول من هذا الكتاب نجد أن الكاتب قد سهل لنا استيعاب الأفكار بطريقة سلسلة ومتدرجة للأحداث، خاصة عندما ذكر إنه بعد تعليم المقهورين والنضال وكيفية التحرر أخذ بدراسة الجانب النفسي للقاهرين حيث قال إن عماد كل شيء لديهم هو المال ولا هدف للإنسان من الحياة بدون تحقيق الربح فهم ببحث دائم عن تحقيق المزيد من الربح وان ما يعطوه للمقهورين هو كرم إنساني منهم بنظرهم أنهم اكتسبوا ما يمتلكون بمجهودهم وشجاعتهم أما المقهورين فيهم غير أكفاء وكسالى ولا يحمدون النعمة فهم ناكرون للجميل وحاقدون.
اتفق مع باولو بأنه يتحتم على كل من يتصدى لقضايا الناس أن يراجع نفسه مرات ومرات ولا يتركها للأهواء والعواطف، وأن الذي يعتبر نفسه مالكا لحق الحكمة الثورية هو في الحقيقة ممارس لنفس السلوك القديم، فيجب أن يتصدي لأمر تحرير الجماهير والتفاعل معهم. كما أتفق مع مقولة للكاتب "فرانز فانون"، في كتابة "معذبو الأرض" أن المستعمر ينفس عن الظلم المتراكم في عظامه أول مرة في أبناء طينته"
أشار باولو أيضا إلى خاصية أخرى لشخصية المقهور ألا وهي تحقير الشعور الذاتي فهم يرون أنهم لا يصلحون لشيء ولا يعلمون شيء وليس لديهم الاستعداد لتعلم أي شيء وأنهم كسالى ومرضى وغير منتجين والسبب في ذلك كثرة تردد هذه الكلمات على مسامعهم من قبل القاهرين.
أما في الفصل الثاني من كتابه فقد ناقش باولو مفهوم التعليم البنكي ومفهوم التعليم الحواري، حيث أشار إلى مفهوم التعليم البنكي بأن الأستاذ لم يعد وسيلة من وسائل المعرفة والاتصال بل أصبح مصدر بيانات ومودع معلومات ينتظره الطلاب في صبر ليستذكروا ما يقوله ثم يعيدوه باختصار تحديد دور الطالب كمستقبل للمعلومات يملأ بها رأسه ويخزنها دون وعي، وهذا التعليم في حقيقته انعكاس لمجتمع القهر أما التعليم الحق فيكون بحل التناقض القائم بين الأستاذ وتلميذه ويعمد إلى إيجاد نوع من المصالحة يصبح الطرفان فيها أساتذة وطلابا في نفس الوقت. يشجع القاهرون على هذا النوع من التعليم لأنه يعمل على تقليل وعيهم بالعالم المحاط بهم تغييره وقبولهم بهذا النوع من التعليم يعني موافقتهم على الواقع المفروض عليهم والمعرفة التي يريدون أن يملئوا عقولهم بها فهي في النهاية تخدم أغراض القاهرين الذين لا يرغبون في أن يصبح العالم مكشوفا لهؤلاء.
أما بالنسبة للمعلم الإنساني الثوري، فهو عكس المعلم ضمن التعليم البنكي لأن أهدافه تتفق مع التلاميذ الذين يرغبون بالتفكير النقدي الذي يحقق لهم إنسانيتهم، فالمعلم يثق بالرجال وقدراتهم على الإبداع أيضا لا تجد المعلم يقوم بدور المتسلط بل بدور المشارك مع تلاميذه.
أما التعليم الحواري يجد من عملية التعليم عملية ذات طرفين أحدهما يتلقى والآخر يلقى بل يجعلها عملية تعليم مستمر فالمدرس في هذه الطريقة لا يتخذ من الموضوعات ملكا خاصا له بل يستخدمها للاشتراك في التبصر بها مع تلاميذه.
من المؤسف أن يرث المجتمع الثوري مفهوم التعليم البنكي من المجتمع القهري فهو يطبق هذا النظام التعليمي فإما أن يكون مضللا وإما أن يكون قد فقد الثقة بالرجال وفي كلا الحالين هو مهدد بالانقلاب عليه، أوافق وبشده على ما ذكره باولو بأن التعليم الذي يستند على الحرية يركز على الإدراك أكثر مما يركز على نقل المعلومات فالعلاقة الحوارية بين الأستاذ والطالب التي تنشا بينهما تساعدهما على الوعي بمادة التعليم ويذلك يصبح التعليم ممكنا.
وخلاصة القول إن المنهج البنكي يعوق نزعة الإبداع من أجل أن يحول بين الإنسان وممارسة حريته، وعلى العكس من ذلك منهج طرح المشكلات يساعد على الإبداع ويستفز نزعة الفهم والتبصر بحقائق الوجود وبالتالي فإنه يحقق إنسانية الإنسان لكونه يقود نحو الإبداع والتطوير.
أوضح الكاتب باولو خطر التعليم البنكي بشكل مفهوم وسلسل وتضمن أكثر من فقرة لتوصيل فكرة أن هذا المنهج لا يستهدف سوى إضعاف الإحساس في الواقع وتشجيع القاهر على ممارسة قهره.
أما في الفصل الثالث فقد أوضح فكرة برنامج التعليم الحواري، ويؤكد باولو على أن الكلمة هي الوسيلة التي يغير بها الرجال العالم من حولهم لكونها تمكنهم من معرفة هذا العالم، ويؤكد أيضاً أنه إذا لم نستطع أن نحب العالم فلن يكون هناك القدرة على إقامة أي نوع من الحوار، فالحوار الذي يقوم على التواضع والثقة يكرس العلاقة الأفقية بين المتحاورين، ويجب ألا يتخذ من اليأس بيئة للحوار فإذا لم يؤمن المتحاورون بنتيجة حوارهم فستصاب مجهوداتهم بالخواء والعقم والبيروقراطية والملل.
خلاصة الأمر تنطلق مقاربة باولو في هذا الفصل بنظرية مفادها أن كل إنسان، مهما كان “جاهلا” أو غارقا في ثقافة الصمت، فهو قادر على النظر بشكل نقدي إلى العالم من حوله في تبادل حواري مع الآخرين.
إذا فالحوار وحده هو الذي يحتاج إلى التفكير الناقد وهو وحده القادر على توليد التفكير المبدع، بطريقة الحوار يتم إسقاط كل الحواجز القهرية بين المعلم ـ الملقن والمتلقي ليصبح الأستاذ أستاذاً متعلما والتلميذ تلميذاً ملقنا يشارك فعليا في عملية التثقيف الجماعية من خلال تجربته الميدانية منظوره وتمثيلاته لما يحيط به. يعتبر باولو في "طرح الإشكالية" عملية التثقيف ممارسة تحررية للتلميذ ـ الملقن وكذلك للأستاذ ـ المتعلم. هي إذا عملية تثقيف شعبي منطلقة من الواقع الملموس للمضطهدين مبنية معهم ومتجهة نحو فعلهم والفعل معهم.
ركز باولو على تدريج الأحداث وطرحها بطريقة سلسلة ومفهومة حيث ترتكز العديد من المقاربات على الحوار والإنصات للمقهورين بتواضع وثقة كاملة في قدرتهم على التحليل، والفهم والإبداع بطرقهم وبلغتهم دون أحكام مطلقة. لفت النظر إلى فكرة أن لاحترام ذكاء المقهور أهمية في السماح ببناء ثقة متبادلة تؤسس لتلاحم بين المناضل وباقي المقهورين. يقول باولو” يتحدثون عن الشعب لكنهم لا يثقون به. لكن الثقة بالشعب هي أحد الشروط الأساسية لأي تغيير ثوري".
أما في الفصل الرابع من كتابه تناول موضوع نظرية القهر ونظرية الحوار الثوري، في هذا الفصل يؤكد باولو هنا على أهمية النظرية في الحوار في أية عملية تغيير ويذكر بالقول الشهيرة للينين: “لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية” يعني أن النضال الثوري ليس في مقدوره أن يقتصر على الناحية النظرية وحدها مغفلا الجانب العملي أو العكس. يقول باولو: لا تغيير حقيقي بدون فعل ذاتي للمضطهَدين ينبع من فهمهم واستيعابهم ومن ثم تفاعلهم مع واقعهم الملموس”.
بالنسبة لباولو فيريري يجب أن ينطلق برنامج التثقيف الشعبي من الواقع الملموس واهتمامات وانشغالات وتطلعات المقهورين وليس من خطاب يجمع أهداف وأراء وتطلعات النخبة التي يتم استعراضها بشكل جامد وجاف. ينصح باولو فريري باعتماد طريقة الاستقصاء Investigation من أجل تحديد ماهية المواضيع التي تستأثر باهتمام المقهورين.
طرح باولو وبسلاسة العملية الحوارية وهي جزء من العملية التحررية، وخطوة أولى في أفق بناء عالم بديل. هذه العملية الحوارية المبنية على التواضع والاحترام المتبادل تكسب المناضل أو المعلم ثقة المقهورين وتبنى على التفكير النقدي وتنتج تفكيرا وفعلا نقديا كذلك، بخلاف طرق التعليم التخزيني التي تعمل من داخل الحدود التي تحددها الثقافة السائدة والبنايات المسيطرة من أجل المحافظة عليها، حيث يستعرض باولو فيريري المميزات المتناقضة لكل من التعليم اللاحواري البنكي بكونه أداة للقهر والتعليم الحواري بكونه أداة للتحرر. كما يؤكد أن هذا التناقض أو الاختلاف لا ينحصر في الأهداف ولكن كذلك في الطرق والوسائل المعتمدة لتحقيق تلك الأهداف فإذا كانت وسائل الأول تعتمد على مبادئ: الغزو والاستعمار الثقافي، فرٍق تسد، التلاعب والمناورة؛ في حين يعتمد الثاني على مبادئ: التعاون والوحدة والتنظيم والتوليف الثقافي. كما يؤكد باولو فريري على ضرورة المشاركة الواعية للمقهورين في عملية التغيير مع وعي متزايد بأهمية دورهم كفاعلين. إن أي غموض في هذا الأمر الذي قد يكون ناتجا عن ترسبات مجتمع القهر، قد يشكل فضاء خصبا لتكون كل أنواع البيروقراطيات التي قد تنسف عملية التغيير برمتها. لتصبح عملية التغيير الثوري وسيلة للهيمنة بدلا من تكون طريقا نحو التحرر.
تقوم نظرية الغزو الثقافي على أن ينظر المغزوون إلى واقعهم من خلال نظرة الغزاة لهم وبقدر ما يقلدون هؤلاء الغزاة بقدر ما يتأمن وضع الغزاة ومن أجل أن يتحقق هدف الغزو فلا بد أن يقنع المغزوون أولاً بدونيتهم اعترافا بعلوية الغزاة، مثال ذلك (لا يستطيع المقهور أن يشهر بالغزو، ويخاف من أن يضع مكانه في مجال تهديد)، الوحدة أصل التحرير وحدة القادة الثوريين لا تكتمل إلا بوحدة الجماهير، الوحدة عمل ثقافي يتأتى للمقهورين بموجبه أن يعرفوا كيف؟ ولماذا؟ مما يجعل العمل من أجل الجماهير ليس مجرد شعار بل هو عمل من أجل انبثاق الشخصية الكاملة للفرد والمجموع وإنه انطلاق من أجل تغيير الوضع الغير عادل الذي يمارسونه.
كما يحذر باولو فيري من التقليد الأعمى لطريقته ويدعو إلى تكييفها وفق الشروط التاريخية والثقافية لكل منطقة ويقول: “… يجب على المعلم التقدمي أن ينتقل دائما إلى نفسه، وأن يعيد ابتكاري باستمرار، وأن يعيد إبداعي معنى أن تكون ديمقراطيا في سياقه الثقافي والتاريخي المحدد”.
المراجعة:
تقييم الكتاب
|
· أرى أن الكتاب مفيد جدا؛ حيث أنه يقدم نظرية جديدة في أساليب التعليم وبخاصة (تعليم الكبار).
· يعتبر الكتاب من النصوص المؤسسة لعلم أصول التربية النقدي.
· أجد أن الباحث قام بتأليف كتابة بتعبير أصيل بناء عن تجربة إنسانية حية ورؤية ثاقبة لاحتياجات المقهورين، حيث أن المقهور هو الشخص الذي تعرض للظلم والاستبداد وسلب من حريته وحقوقه.
· أرى أن الكاتب أبدع في تحديد المعالم الرئيسية في فلسفة الثورة التي تستهدف تحرير الإنسان وتوجيه طاقاته نحو تغيير العالم الذي يعيش فيه.
|
أفكار الكاتب التي تم طرحها وكان لها أثر ايجابي
|
· الأفكار التي تم طرحها في سبيل نقد التعليم البنكي، وهو التعليم الذي يتم ممارسته للسيطرة على عقول الطلاب عن طريق تشبيههم بالبنك الذي يخزن فيه الودائع المعرفية لتحفظ ويتم استلابها وقت الحاجة. هذه الأفكار فادت نظامنا التعليمي وعملت على توجيهه للتخلص من هذا النوع من التعليم.
· أفكاره التي تم طرحها عن الثورة كعمل يمارسه المقهور من أجل تجاوز ظروف القهر واكتساب حريتهم.
· أرى أن الأفكار التي تم طرحها في مجال التعليم الحواري الذي يستهدف الوعي والذي لا يتحول فيه القادة إلى صفوة متحكمة بل يساعدون الناس على تبين حقائقهم ويدفعونهم إلى التحرك في طريق حريتهم، هي التي تخدم الوعي التي تؤدي إلى الحرية وبالتالي إلى تغيير العالم.
|
ماذا يميز هذا الكتاب عن باقي أعمال الكاتب الأخرى، مستوى اللغة الكتابة، مستوى توفر التفاصيل التي تم ذكرها في المقدمة
|
·أرى أن ما يميز كتاب تعليم المقهورين عن غيره من كتب، الكاتب مثل "التعليم ممارسة الحرية"، "تربية الحرية .... الأخلاق والديمقراطية والشجاعة المدنية"، بأنه قد استخدم كثيراً في مجال التعليم، حيث قدّم نظريات تم اعتمادها في تطوير المناهج الدراسية في البلاد العربية للآن.
·امتاز أسلوب الكتاب بالوضوح والسلاسة في سرد الأحداث.
· أرى أن الكاتب وفّى في فصوله ما تم ذكره في المقدمة كاملةً.
|
أهم الفقرات التي أثرت بي ونالت إعجابي
|
المؤلف كان ملامساً لحاجات المجتمع ومعاناة المقهورين فكان يدافع عنهم ويمدهم بالأفكار التي تمكنهم التحرير حيث شجعهم على القيام بالثورة الفلسفية للنهوض بمستوى المجتمع والتحرر من الظلم والاستبداد.
· أكثر تأثير عاطفي عندما تم سرد قصص المقهورين والقهر والظلم الواقع عليهم وكيف أنهم فقدوا ثقتهم بنفسهم بسبب تردد الكلمات السلبية على مسامعهم مثل أنهم بلا قيمة وأنهم لا يستطيعون انجاز شيء..... الخ، لذلك فقدوا الرغبة بالتحرر وإبقاء الوضع على ما هو عليه.
· أما منطقياً فكانت لنظرياته وآراءه بانتقاد التعليم البنكي الأثر الكبير حتى على مجتمعاتنا للان خاصة في مجال تعليم الكبار والتعليم المستمر.
· أجاد الكاتب باولو فيريري القول في جملة " كذلك من خصائص شخصية المقهور تحقير الشعور الذاتي ولقد استمد المقهورون هذه الحقيقة من استيطانهم لآراء القاهرين المتأصلة في نفوسهم فكثيراً ما يسمعون عن أنفسهم أنهم لا يصلحون لشيء ولا يعلمون شيئا".
· استوقفتني عبارة " الصفوة المتسلطة"، الصفوة معناها باللغة: أحسنه وخياره، فكيف يكون المتسلطون صفوة؟ وهم ليسوا سوى مارقين قتلوا أحلام المقهورين جيل خلف جيل، هم صفوة لأننا تعلمنا غض البصر لنعيش.
· وأيضا " ومن هنا نعلم أن التعليم الذي يستهدف الحرية يركز على الإدراك أكثر ما يركز على نقل المعلومات"، حيث أن هذه الجملة ركز عليها في أكثر من مكان في كتابه.
|
أبرز نقاط القوة والضعف
|
· نقاط القوة كانت واضحة في أن الكتاب كان بداية لوعي جديد، يتحرر فيه الإنسان من القهر ولا يتم ذلك إلا بالتعليم وفصل طرق ذلك.
· وجه الكاتب أنظارنا للمفهوم الحقيقي للثورة.
· قام بتغيير أوضاع الفقراء والمهمشين والمستضعفين على مستوى العالم تغييرًا جوهريًّا وصولا إلى تمكينهم من خلال هذا الكتاب، حيث تشابهت أفكاره مع أفكار العديد من الكاتبين الآخرين مثل إرنست شوماخر فقد اهتم بهم من مدخل تطوير التكنولوجيا الملائمة لظروف مجتمعاتهم الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، وحسن فتحي مثلا اهتم بالفقراء من مدخل “المسكن الملائم”.
· أما بالنسبة لنقاط الضعف كان هناك اقتصار على القهر على طبقة من البشر تمارسه ضد طبقة أخرى، وتجاهل في ذلك أن هناك العديد من الأمور التي يجب أخذها في الحسبان في أن يكون لها مداخل للقهر كثيرة من بينها الظروف الطبيعية والإمكانات الاقتصادية المحدود والتوجهات غير المبدعة.
|
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
الفلسفة التحررية لباولو فيريري ونظريته هامه جدا في تعليم الكبار ويعد هذا مرجعا مهما للباحثين في مجال تعليم الكبار ومن الافكار البارزة فيه هو التعليم البنكي وكان له دور في محاولة تغيير هذه الفكرة وجعل المتعلم هو محور العملية التعليمية، شكرا لطرحك
ردحذفالكتاب يلخص المسيرة النضالية و المهنية لباولو فريري الذين سخرها في سبيل مساعدة المحرومين،يعطيك العافيه استاذة نوال
ردحذفشكرا لطرحك . احببت كتاب باولوا فريري في تعليم المقهورين
ردحذففعلا (الحوار وحده هو الذي يحتاج إلى التفكير الناقد وهو وحده القادر على توليد التفكير المبدع، بطريقة الحوار يتم إسقاط كل الحواجز القهرية بين المعلم)
استفدت كثيير يعطيك العافيه
ردحذف